أسطورة فرانكنشتاين

 

فرانكنشتاين قصص عالمية 


ساد السكون المدينة .. وأغلق الناس أبوابهم ..وكأن خوفا يستبد بالقلوب . لقد اعتادوا على هذا الأمر منذ عدة أسابيع .. تكررت جرائم القتل واختفاء الناس الذين لا يعودون .. وتسرب القلق إلى كل القلوب .. خاصة النساء والأطفال ..
ولذا فما أن تقترب الشمس من المغيب ، حتى يهرع سكان القرية إلى منازلهم ، كى لا يقع أحد فريسة للقاتل الذى لا يرحم .. وتتحول القرية إلى مكان للأشباح
لا يسمع فيها صوت حتى لأقدام رجال الشرطة .
ووسط الليل وقفت فتاة جميلة لا تعرف إلى أين تتجه . إنها فتاة غريبة . جاءت من مكان بعيد ولا تعرف إلى أين تذهب ..
لم تكن الفتاة الجميلة تعرف أن المدينة أغلقت أبوابها من الخوف .. لذا لم تشعر بالرعب . وان كان القلق قد ملأ مشاعرها .. فهي تريد أن تقضى ليلتها فى أحد
المنازل الآمنة حتى تشرق الشمس فتستكمل رحلتها إلى قرية نويللى حيث تسكن جدتها وقبل أن تقترب من أحد المنازل .. رأت شبحا في الظلام يقترب منها .. فشعرت بالخوف .. ولم تستطع ان تصرخ .. فقد أسكتها الشبح للأبد بيده . .
كان الدكتور فرانكنشتاين ينتظر على أحر من الجمر .. سوف يأتيه الرجل بعد قليل بما طلب منه .. بدا كثير القلق والحركة إلى أن طرق الباب .. فأسرع يفتحه وقبل أن يفتح الباب نظر من الثقب وتأكد من شخصية الطارق .وعلى وجه السرعة راح الدكتور يفتح الباب ، يساعده في ذلك خادمه هانز .
وتساءل الدكتور فرانكنشتاين  يا ترى هل أتى بما طلبت منه .. ؟
وبعد قليل دخل الرجل حاملا فتاة جميلة فوق كتفه ... لقد فارقت الحياة منذ  وقت قليل  .. اسرع الدكتور فرانكنشتاين إلى معمله وطلب من الرجل وخادمه هانز أن يدخلا الجثة إلى الحضانة ..
لقد انجز هذا العملاق ما طلبه منه .. لكنه لا يعرف كيف فعل ذلك ..
وسرعان ما ارتدى ملابسه البيضاء .. وامر هانز ان يمنح الرجل المبلغ الذى اتفقوا عليه .. وقال : لقد اتيت لك بفتاة جميلة . قلبها يرفرف من الخوف .. وأريد مبلغا  اكبر..
لم يتردد فرانكنشتاين فمنحه المزيد من المال .. وخرج الرجل . أو ذلك الشبح الذى قتل الفتاة في الطريق المظلم .. ثم عاد إلى القرية المليئة بالصمت والأشباح
وبقى فرانكنشتاين في معمله يعد عدته من أجل القيام بتجربته المجنونة .. أنه يريد أن ينقل قلب إنسان مات منذ وقت قليل إلى قلب إنسان آخر فارق الحياة ، ربما تنجح تجربته ..
هذه أول تجربة نقل قلب في التاريخ . تمت في قلعة فرانكنشتاين عام  1810...
وبدأ فرانكنشتاين عمله الجهنمى بأن نزع قلب الفتاة الجميلة .. وراح يوصله بصمامات في نهايتها مضخة .. ثم أخذ يحرك أجهزته لتدفع الهواء داخل القلب .. وبدأ يرقب النتائج .. ترى هل تنجح التجربة الجهنمية ؟
**********        ************
فى أول الأمر لم يحدث شيء .. إلا أن العاصفة الشديدة دفعت بشرارتها فى الهواء الموجود بأعلى سطح المنزل فتولدت شحنة كهربية كبيرة سرعان ما تسربت عبر الأسلاك إلى القلب .. فأخذ يتحرك ببطء شديد بينما صرخ الدكتور من الفرح :
- إنه حي .. لقد نجحنا ووسط الفرحة . لم يحس الدكتور فرانكنشتاين بالشرطة تهاجم المكان .. ففوجيء بهم يقفون على أعتاب المعمل وهم يطلقون نيرانهم .. وصاح رئيس الشرطة :
- انتهى امرك ايها السفاح .. انتهى امرك للابد .
وفجأة اختفى الدكتور فرانكنشتاين وسط معمله .. مع خادمه هانز عن أعين رجال الشرطة الذين ظلوا يبحثون عنه في جميع الغرف .. والأروقة بلا فائدة ..
وفى النهاية  قال رئيس الشرطة :
- لقد دخل من مكان سرى .. وأفلت من جديد ..لكننا لن نتركه أبدا ..
وبالفعل ، استطاع فرانكنشتاين أن يفلت بأعجوبة من خلال باب سري بجوار لوحة كبيرة معلقة على الحائط .
ولم تمر سوى دقائق ، الا وكان معمل فرانكنشتاين نهبا للنيران التى أتت عليه بأكمله .. وراحت الشرطة طوال أيام متتالية ، تبحث عن الدكتور وخادمه بدون
جدوى . لم يعرف أحد أن فرانكنشتاين قد اختار أن يعود مرغما إلى قصره القديم فى مكان بعيد عن الأعين ..
إنه القصر الذى كان قد قرر ألا يعود إليه أبداً .. فوق جبل بعيد لا يمكن لأحد أن يصل اليه بسهولة. وقف أمام القصر وأخذ يستعرض شريط ذكرياته في هذا المكان .. ففى أحد الأيام نجح في نقل قلب شخص مات لتوه إلى إنسان آخر على وشك الموت ، فأنقذه من القدر المحتوم ..وكان مخلوقا مشوها يعمل في خدمته ..
ورغم أن هذا المشوه كان وديعا مع الدكتور لا يميل إلى العنف ، فإن الله وهبه قوة خارقة .. فبيده يمكن أن يكسر عظام أى إنسان يطولها .. كما يمكنه أن يحطم
جدارا سميكا ، ولذا طلب منه الدكتور ألا يخرج من باب القصر . وألا يقابل الناس ..
وتذكر الدكتور وهو واقف امام قصره أن المشوه خرج يوما إلى السوق فى صحبة الخادم  هانز كي يساعده في حمل بعض الأمتعة والاحتياجات التى اشتراها من السوق ، وهناك فوجىء هائز بمجموعة من الصبية يسخرون من المخلوق المشوة ، بل أن أحدهم قذفه بقطعة من الحجر .. وتحمل المخلوق المشوه الضربة .. ثم جاءت ضربة أقوى .. وطوبة ثالثة أشد قوة .. فلم يعد يتمالك نفسه وامسك أحد الصبية وضربه فأسقطه أرضا ..
وسرعان ما تحول السوق الى كتلة من الهرج والمرج وأتت الشرطة لتطارده ، وسرعان ما فقد المخلوق كل اتزانه . وهرب هانز تحسباً لكل خطر يمكن أن يحدث فى المكان . بينما صاح رئيس الشرطة :
- اضربوه بكل ما لديكم .. إنه شيطان رهيب . ويجب أن نتخلص منه.
وتحول السوق إلى ساحة من الهرج والمرج وارتفعت الأصوات الخائفة في كل مكان ، وحاول المخلوق المشوه الهرب ، ولكن الرصاص انهال عليه من كل الأنحاء.
فأخذ يجرى حتى خرج من السوق وسقط بين كتلة جليدية بعد إصابته برصاصة قاتلة .. وغرقت الجثة بين الجليد .. فلم يعرف أحد مكانها وسرعان ما زحف الناس إلى قصر الدكتور فرانكنشتاين يريدون الفتك به .. كان قد علم المأساة من هانز الذى أسرع الى سيده ليخبره بما جرى . فقال:
- أعتقد أن إقامتنا هنا قد انتهت ..
وهرب الدكتور فرانكنشتاين من قصره القابع فوق الجبل البعيد . وجاء أبناء القرية ليدمروا المكان بأكمله فسرقوا الأثاث ، وحرقوا الأبواب . ودمروا الجدران ..
وأصبح اسم فرانكنشتاين على السان الأمهات وهن يحاولن إثارة الخوف فى قلوب الأبناء .
ها هو الدكتور فرانكنشتاين يعود من جديد إلى نفس المكان .. فليس له مكان آخر يمكن أن يعيش فيه . أو يقيم فيه تجاربه الجنونية سوى هذا القصر الملعون ..
قال فرانكنشتاين لخادمه هائز :
- قدرنا هو أن نبدأ من جديد .. علينا أن نبتعد قدر الإمكان عن أعين الناس حتى الا يطاردوننا من جديد وف سرية تامة ، راح فرانكنشتاين يعيد ترتيب قصره .. حتى استكمل خطوات الترتيب الأولى، فجاءت الخطوة الثانية من خطته ، وهى أن يبحث عن جثة المخلوق المشوه في الغابة وسط الجليد.
ترى هل يمكن له أن يعثر على المخلوق المشوه وسط الجليد ؟ وماذا يمكن أن يحدث له بعد هذه السنوات ؟
وكانت رحلة شاقة وصعبة . فلا أحد يعرف أين دفن المشوه بالضبط .. إلى أن شاهد هانز يوما أثر دماء قديمة فوق الجليد .. فراح يحفر حتى عثر على جثة المخلوق قال الدكتور فرانكنشتاين وهو يساعده في إخراج الجثه :
- الجليد يساعد على حفظ الجثث الميتة فترة طويلة فلا تتعفن ولا تبلى، مثلما حدث الحيوان الماموث في صحراء سيبريا الجليدية .

وسرعان ما تم نقل الجسد إلى القصر . وتم إدخاله إلى المعمل الكبير .. وبعد جهد واضح بدا كأن المخلوق المشوه يتوق إلى الحياة . فتحركت أطرافه في أول
الأمر .. ثم تحركت يده .. ثم توقفت فجأة عن الحركة .
ولم يفقد فرانكنشتاين صبره .. وعاود التجربة وبصعوبة تحرك الجسد بطء لكنه لم يتحرك كثيرا .. بدا أشبه بآلة متحركة خاوية من المعاني والحياة الحقيقية.
بدأ الدكتور فى تفحصه بعناية. .. وهو يحاول أن يبحث عن سبب عدم حركته الكلية ، ترى ماذا حدث له ..؟ هل التجربة فاشلة . أم أن القلب لا يعمل ؟
ولكن طالما أن جسده يتحرك ولو في بطء، فإن هناك حركة في القلب .
فجأة تنبه فرانكنشتاين إلى أن هناك ثقبا فى رأس الجسد المشوه فصاح :
- لقد أصابته رصاصة في مخه .. لذا من الصعب أن يتحرك أكثر من هذا ..
ترى هل سيقف فرانكنشتاين عاجزا بعلمه وخبرته ؟
بقى طيلة الليل يفكر عما سيفعله لإبقاء الجسد المشوه ، بقدرة الله ، على قيد الحياة .. وفجأة قفز من مكانه وكأن فكرة جنونية من أفكاره الشاذة قد واتته .
وسرعان ما ركب جواده وراح يخترق الليل الحالك السواد متجها الى القرية القريبة . وعند ساعات الفجر الأولى كان صوت خطوات الحصان تعلو أحد شوارع القرية ، حيث نزل الدكتور فرانكنشتاين أمام الإعلان الصغير المكتوب فيه (منوم مغناطيسى ) .

فطرق الباب بشدة وجاءه صوت رجل من الداخل: من يطرق الباب .. ؟
وعندما فتح الرجل الباب رأى نفسه أمام وجه يعرفه جيدا . لقد عمل معه قبل. ويعرف كيف يمكنه أن يعمل معه .. صاح المنوم المغناطيسى قائلا :
- من الدكتور فرانكنشتاين .. ؟
صاح الدكتور المجنون بثبات وثقة:
- ارتدي ملابسك على وجه السرعة فأنا في حاجة إليك. ولم يتردد المنوم المغناطيسى ، ولم يغب أكثر من ثوان معدوده. فخرج وذهب إلى الإسطبل حيث أخرج جواده .. وراح الإثنان يشقان الطريق حتى وصلا إلى القلعة القابعة أعلى الجبل ، عندما دخل الإثنان المعمل الكبير صاح المنوم فرانك :
- يا إلهى. هل نحن أمام هذا المتوحش مرة أخرى ؟
إذن فقد عاد الرعب من جديد إلى القرية ، مثلما كان ذلك قبل عشر سنوات رد الدكتور فرانكنشتاين :
لم يعد متوحشا . بل فقد كل قدرته العقلية والذهنية ..
سال فرانك : وماذا يمكننى أن أفعل له ... ؟
رد فرانكنشتاين : قدرتك في التنويم يمكن أن تسيطر على عقله الذى أتلفته الرصاصة ..
وبعد قليل كان فرانك يحاول السيطرة على منح المخلوق المشوه بكل ما لديه من قدرة على التنويم .. واستغرقت التجارب ساعات طويلة إلى أن قال يائسا :
- لا أستطيع . لا فائدة منه .. عليك أن تتخلى عنه .. أدفه في الجليد مرة أخرى
قال فرانكنشتاين بغضب وبنفس الحزم :
- العلم لا يعرف المستحيل. لو قال كل العلماء مثلك ما تحقق للبشرية شىء ..
وحاول فرانك من جديد .. وجرب كافة طرقه ..وبعد ساعات من الإنهاك استطاع أن يجد طريقة تنويم خاصة وملهمة أمكن بها أن يحرك الجسد من مكان ..
وتحرك المخلوق المشوه من جديد في جنبات القصر وسُمعت خطواته الثقيلة تدق الأرض ، فتكاد تهزها ولكن المشوه ليس حر نفسه هذه المرة. بل يسير حسبما يأمره فرانك .. وكأن الاثنين مخلوقا واحدا في جسدين ، لكن المشكلة أن فرانك رجل شرير. وها هو أصبح سيدا لعملاق متوحش يجعله يبطش كما يشاء ..
و يا لها من حكاية !!
قال فرانكنشتاين : عليك أن تبقى معنا هنا . وان تترك القرية .. فوجودك هنا شىء إجباري .. تصنع فرانك التردد في أول الأمر . ثم قال : الثمن كبير يا سيدى . وبقي فرانك . ورغم أنه أحس بالسعادة لأول مرة لوجوده في هذا المكان ، إلى جانب عالم مثل فرانكشتاين ، وجسد المشوه الذى يحركه حسبما يشاء ، فإن الملل سرعان ما تسرب إليه فأراد أن يكسر حدة الملل يوما ما ، فقال للمشوه بصوت خفيض وعلى سبيل الدعابة :
- ما رأيك أن تلعب لعبة مسلية .. ما رأيك أن تذهب وتثير الخوف في قلوب بعض الأشرار بالقرية .. علينا أن نحضر بعض النقود القليلة .. ما رأيك ؟
ثم سكت قليلا واكمل :
هل تعرف من هو الشرير الأول في القرية .. إنه العمدة .. لقد استباح لنفسه أموال الناس ، ومواشيهم. ولم يستطع أحد أن يقف في مواجهته .. ما رأيك أن تذهب إليه وتعطيه درسا صغيرا ..
وتحرك المشوه بحركته البطيئة وسار نحو القرية .. دون ان يحس أحد من القلعة بما يدور هناك عدا فرانك الذى اختار أن ينتظر عودة المشوه وقد نفذ كل خطته
لقد طلب منه أن يذهب إلى منزل العمدة . ويقتله شرقتله . ثم يسرق أمواله الموضوعة في الخزانة التى تعلو سريره . ثم يعود دون أن يحس به أحد ..
وجلس فرانك يتساءل : ترى هل سينجح المشوه في هذه التجربة .. ؟ وهل يمكنه فعلا أن يأتى بكل ثروة العمدة الكبيرة .. ؟ إنه هكذا سوف يغدو ثريا .. ويمكن للقرية أن تختاره عمدة جديدا .
وصدقت تساؤلات فرانك . فعندما عاد المشوه من المهمة الجهنمية التى قاده إليها المنوم المغناطيسى كان يحمل في يده صندوقا محملا بالذهب وفرح فرانك كثيرا . وراح يخبىء الذهب في مكان أمين ، قد بيّت في نفسه أمراً آخر كان عليه أن ينفذه بعد عدة ليال .. بعد أن ينسى الناس حادث مقتل العمدة والناس كما يعرف سريعة النسيان... لكن الرعب تولد من جديد في أروقة المدينة الصغيرة ..
ومر اسبوعان .. وعاد فرانك ينفذ خطة جهنمية أخرى .. فأرسل المشوه إلى القرية مرة أخرى .. وأمره أن يأتي له بأموال المرابى الكبير ، وأن يقتلة شر قتله حتى يخاف الآخرون أشد الخوف .
وخرج المشوه وسط الليل .. ونزل إلى المدينة ينفذ مهمته .. فترى أى شر سيحدثه هناك .. وغاب بضع ساعات وعاد قبيل الفجر بقليل ودخل وهو يحمل بين يديه صندوقين كبيرين مليئين بالذهب والأموال الفضية والورقية .. ففرح فرانك كثيرا وراح يعد غنيمته الجديدة وهو يرقص من السعادة ..
لقد أصبحنا اغنى الناس في المدينة ، سوف اشترى لك بدلة جديدة .
وفجأة وجد نفسه أمام الدكتور فرانكنشتاين لقد تنبه الدكتور من نومه على صوت أقدام المشوه قادمة من مكان خارج القصر فخرج وترقبه، وشاهده يحمل صندوقين كبيرين ..
صاح فرانكنشتاين متسائلا : من أين جاء لك بهذه النقود ، أيها المجرم .. ؟
تلعثم فرانك أمام الدكتور فرانكنشتاين ثم قال :
إنها نقودى .. استولى عليها المرابي أخذها عندما ذهبت لأطلب منه سلفة ..
ولم يتركه الدكتور يكمل كذبته . فلطمه على خده .ثم أعطاه لكمة قوية في اسنانه مما جعل فرانك يستشيط غضباً ، فهجم عليه وحاول أن يخنقه .. إلا أن فرانكنشتاين كان أكثر قوة ، فضربه بقبضته مما أوقعه فوق الأرض ساكتا .. فاقد الحركة .
وهنا تحول المخلوق المشوه الوديع إلى وحش شرس . فقد مات الرجل الذى يسيطر على عقله .. وراح المشوه يملأ المكان بغضبه وثورته كأنه بركان انفجر من أعماق الأرض ، فاندفعت يده الفولاذية تحطم كل ما يمكنه الوصول إليه . الأثاث . والستائر والمعدات حتى اندلع حريق ضخم فى المكان ..
وحاول فرانكنشتاين أن يسيطر على الموقف .. لكنه لم يستطع فالمشوه اكثر قوة .. وقد أكسبته ثورته جنونا وقوة لا يستطيع أحد أن يصده بسهولة ..
وارتفعت ألسنة اللهب .. وانتقلت النيران من المعمل إلى القاعة الكبرى .. وكادت أن تمس المشوه الذى راح يهرب منها إلى غرفة أخرى لكن النيران راحت تطارده بسرعة وسرعان ما اشتعلت في جسده .. وهو لا يكف عن الصراخ ..
وعندما رآه فرانكنشتاين يحترق لم يستطع أن يتحمل هذا الموقف ، فاندفع وسط النيران لعله يمكن أن ينقذه .. فهذا هو الأمل الأخير بالنسبة له ولم تترك النيران فرانكنشتاين بدوره .. فسرعان ما مسته .. بل اشتبكت فى كل مكان بالقصر ..
وبعد دقائق تحول القصر كلة الى كتلة من النيران . اشتعلت في داخلها شرور عالم مجنون .. ومخلوق مشوه تم استغلاله في ارتكاب الشر .