سيدنا ادم عليه السلام

قصص الانبياء قصة سيدنا آدم 




قصة سيدنا ادم عليه السلام 







قصة آدم - عليه السلام -

كانَ اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٍ قَبْلَهُ وَلا شَيْءَ مَعَهُ وَلا شَيْءَ غَيْرَهُ ، فَأَوَّلُ ما خَلَقُ اللهِ القَلَمِ ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَكْتُبَ فَکْتَبَ القَلَمِ بِإِذْنِ اللهِ كُلَّ شَيْءٍ سَوْفَ يَحْدُثُ فِي هَذَا الْكَوْنِ ، ثُمَّ خَلَقَ الْأَرْضِ ، وَكانَتْ كُتْلَةً وَطَبَقَةً واحِدَةً ، ثُمَّ فَصِلَهَا فَأَصْبَحْتُ سَبْعَ طَبَقاتٍ ، ثُمَّ ثَبَّتَها بِالْجِبالِ ، وَخَلَقَ فِيها الْبَحَارُ وَالْأَنْهَارُ وَالْأَشْجَارِ وَالثِّمَارِ وَخُلَقَ كُلَّ ما فِي الْأَرْضِ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ خَلُقَ السَّماءِ وَاسْتَوَى وَعَلَا عَلَى عَرْشِهِ فَوْقَ السَّماءِ ، وَجَعَلَ هَذِهِ السَّماءِ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ طَبَقَةً وَاحِدَةً جَعَلَهَا سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ، وَخَلْقٍ فِي الْكَوْنِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ ، ثُمَّ خَلَقَ الْمَلائِكَةَ مِنْ نُورٍ وَسَكَنُوا فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ ، مِنْهُمْ مَنْ هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي،وَمِنْهُم مَنْ هُوَ راكِعٍ،وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ ساجِدٍ ، ومِنْهُمْ مَنْ هُوَ مُنْشَغِلٍ بِالتَّسْبِيحِ والتَّحْمِيدِ وَالتَّكْبِيرِ ، ومنْهُمْ مَنْ يَحْمِلُ الْعَرْشَ الَّذِي اسْتَوَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِ ، وَمنْهُمْ مَنْ هُوَ مُوگلٌ بِالْمَطَرِ ، وَمِنْهُم مَنْ هُوَ مُوگلٌ بِالْجِبالِ ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الْوَظائِفِ الْعَظِيمَةِ والْكَثِيرَةِ .
ثُمَّ خَلَقَ اللهُ عالَمِ الْجِنِّ مِنْ نارٍ ، وأَمَرَهُمْ أَنْ يَعْبَدُوهُ ، وَأَسْكَنَهُمُ الْأَرْضِ.

خلق آدم -عليه السلام -

لَمَّا أَرادَ اللهَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قالَ لِلْمَلَائِكَةِ : إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً يَخْلُفُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ،  فَتَعَجَّبَتِ الْمَلائِكَةِ وَقَالَتْ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِفْسَارِ: أَتَجْعَلُ فِي الْأَرْضِ مَنْ يَفْسِدَ فِيها وَيَسْفَكَ الدِّمَاءَ ، وَنَحْنُ لَمْ تُقَصِّرْ فِي التَّسْبِيحِ بِحَمْدِكِ. فَقالَ اللهُ لَهُمْ : وَإِنِّي اعْلَمْ ما لا تَعْلَمُونَ*[الْبَقَرَةِ:۳۰). ثُمَّ قَبَضَ اللهُ قَبْضَةً مِنْ جَمِيعِ طَيْنِ الْأَرْضِ وَتَرَابِهَا ، وَتُرْبَةُ الْأَرْضِ فِيها الْأَحْمَرُ وَالْأَبْيَضِ وَالأَصْفَرِ وَالأَسْوَدِ ، وَلِذَلِكَ جَاءَتْ ذَرِيَّةُ آدِمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنْهُمُ الْأَبْيَضُ وَالأحْمَرِ وَالأَصْفَرِ وَالْأُسُودِ وَالطَّيِّبَ وَالْخَبِيثَ وَالسَّهْلِ وَالصَّعْبَ وَما بَيْنَ ذَلِكَ ، ثُمَّ صَوَّرَ اللهُ آدَمَ فَكَانَ جَسَداً مِنْ طَينٍ لا يَتَحَرَّكُ ، ثُمَّ صارَ هَذَا الطَّيْنِ اللزَّجَ طَيْئاً أَسُوَدُ ، ثُمَّ جَفَّ هَذَا الطِّيِّ حَتَّى أَصْبَحَ صَلْصَالاً باباً مِثْلَ الْفَخَّارِ ، ثُمَّ تَرَكَ اللهُ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَتْرَةً مِنَ الْوَقْتِ ، وَتَعْجِبَتِ الْمَلائِكَةَ مِنْ هَذا الصَّلْصَالِ الْمُجَوَّفِ الَّذِي لَا ژوحَ فِيهِ ، وَكَانَ خُلُقُهُ عَجِيباً ، كَانَ طُولُهُ سِتِّينَ ذِراعاً ، أَمَّا إِبْلِي فَجَلَسَ يُفَكِّرُ وَيُدَبِّرُ ، وكانَ يَحْمِلُ فِي نَفْسِهِ الشَّرُّ والْكِبَرُ وَالْعَجَبِ ، وَإِبْلِي خُلُقِهِ الله مِنَ النَّارِ فَهُوَ مِنْ أُسْرَةٍ وَمِنْ عَائِلَةٍ مِنْ عَائِلَاتِ الْجِنِّ ، والْجِنِّ ځلِقَتْ مِنَ النَّارِ.  
وَكَانَ إِبْلَيْسُ الَّذِي خَلَقَ مِنَ النَّارِ يَعْبُدُ اللهَ مَعَ الْمَلَائِكَةِ الَّتِي خَلَقَها اللهُ مِنَ النُّورِ،فَهُوَ لَيْسَ مِنَ الْمَلائِكَةِ،بَلْ كانَ مِنَ الْجِنِّ.اِقْتَرَبَ إِبْلَيْسَ مِنْ آدَمَ وهُوَ صَلِصالُ لَا ژوحَ فِيهِ فَدَخَلَ مِنْ فَمِهِ،فَرَآهُ مِنَ الدَّاخِلِ أَجُوفُ لا رُوحَ فِيهِ،وَخَرَجَ مِنْهُ فَأَصابَ إِبْلَيْسَ الْغُرُورِ وَالْعَجَبِ.آدَمَ يَنْفَعُ فِيهِ الرُّوحُ ظَلَّ آدَمَ جَسَداً لَا ژوحَ فِيهِ،ثُمَّ نَفْخَ اللهُ فِيهِ الرُّوحُ،وَلا دَخَلَتَ الرُّوحَ فِي شَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ أَصْبَحَ لَحْماً وَدَماً،فَلَمَّا بَلَغَتِ الرُّوحَ رَأْسَ آدَمَ عَطْسٍ،فَقالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ،فَكانَ أَوَّلُ مَنْ يَرُدُّ اللهُ مِنْ بَنِي الْإِنْسانِيِّ،فَلَمَّا دَخَلَتَ الرُّوحَ جَسَدَ آدَمَ گلَهُ قَالَ اللهُ لَهُ:يَا آدَمَ أَذْهَبْ إِلَى هَؤُلاءِ الْمَلائِكَةِ،فَقُلْ لَهُمْ:السَّلَامُ عَلَيْكُمْ،فَقالُوا لَهُ:وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَهُ اللهُ،ثُمّ رَجَعَ آدَمَ إلَى رَبِّهِ فَقَالَ لَهُ:هَذِهِ تَحَيَّتَكَ وَتَحِيَّةَ ذُرِيَّتِكَ.ثُمَّ مَسَحَ اللهُ عَلَى ظَهْرِ آدَمَ فَأَخْرَجُ ذُرِيَّتَهُ الَّتِي سَوْفَ وَلَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ،وَأَعْطَى گَلْ إِنْسَانِي شَكْلُهُ،وكانَ گَلْ إِنْسَانِي لَهُ نُورٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ،فَنَظَرَ آدَمَ فَوَجَدَ رَجُلاً مِنْ ذَرِّيَّتِهِ مِنْ آخِرِ الْأُمَمِ،والنُّورُ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ ساطِعَ وَجَمِيلٌ،فَقَالَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ یا رَبَّ؟قالَ:رَجُلٌ مِنْ ذُرِّيْتِكَ اسْمَهِ دَاوُدُ،قَالَ:کَمُ عَمِّرهُ؟قَالَ:عُمُرُهُ سِتُونَ سَنَةً،قالَ:يَا رَبُ زَدَهِ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ،فَأَصْبَحَ عُمَرُ آدَمَ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا أَرْبَعِينَ عَاماً،وَعَمَرَ دَاوُدَ مِائَةِ سَنَةٍ.
ثُمَّ عَرَفَ آدَمَ الْأَسْماءَ لَهَا:الشَّجَرُ وَالْحَجَرِ والشَّمْسُ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَالسَّماءِ وَالْأَنْهَارِ وَالْبِحَارِ وَغَيْرُ ذَلِكَ.

سجود الملائكة لآدم - عليه السلام -

أَمَرَ اللهِ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لِآدَمِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -،تَكْرِيماً لَهُ وَطَاعَةً للهِ - عَزَّ وَجَلَّ -،فَسَجَدَتِ الْمَلَائِكَةَ كُلَّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلَيْسَ فَقَدْ أَصابَهُ الكُبَرُ فَلَمْ يَسْجِدْ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ.فَقَالَ اللهُ لَهُ:هُوَ ما مُنَعَكَ أَلَّا تَجِدَ إ أَنْ قَالَ أَنا خَيْرُ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلْقَتْهُ مِنْ طَيْنٍ»[الْأَعْرَافِ:۱۲).قَالَ اللهُ لَهُ:فاهَبَطْ مِنَ السَّماءِ والْجِنَّةِ،فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فاخْرُجْ إنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينِ.خُرُوجِ ابْلَيْسَ مِنَ الْجَنَّةِ خَرَجَ إِبْليسَ مِنَ الْجِنَّةِ وَطَرْدِ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ،وَسَمَّاهُ اللهُ:شَيْطَاناً،وَطاغَوتْ،وَرَجِيمٌ،ولَعَيْنَا،وَإِبْليس،وَتَوَعَّدَهُ اللهُ بالنَّارِ هُوَ وَمِن اتَّبَعَهُ وَسَارَ وَراءَهُ وَسَلْكَ طَرِيقِهِ.حَوَاءَ زَوْجَةً لِآدَمِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - سَكْنَ آدَمَ فِي الْجِنَّةِ وَمَشَى فِيها وَحِيداً،وَأَحَسَّ بالوَحْدَةِ،فَلَيْسَ هُنَاكَ أَحَدٌ يُصَاحِبُهُ وَيَسْكُنُ إِلَيْهِ،وفي يَوْمٍ نامَ نَوْماً طَوِيلاً،وَشاءَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَ لَهُ زَوْجَةً يَسِئ إِلَيْهَا،فَخَلَقَ اللهُ مِنْ ضَلْعِهِ امْرَأَةٍ جَمِيلَةٍ وَهِيَ حَواءٌ،فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ آدَمَ مِنْ نَوْمِهِ رَآها فَأُعْجَبَتْهُ وَأَحَسَّ نَحْوَها بِالْعَطْفِ والْحَنانِ.وَمَشَى آدَمَ وَحَوَاءٍ فِي الْجَنَّةِ يَأْكُلانِ مِنْ ثِمَارِهَا الْجَمِيلَةِ.وَقَالَ اللهُ لِأَدَمَّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -:فَقُلْنَا يَا آدَمَ إنَّ هٰذا عَدُوٌّ لَكِ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرُجُنُكُما مِنَ الْجِنَّةِ فَتَشَقَّىٰ(111)

مؤامرة إبليس

كانَ الْعَدُوَّ خَارِجَ الْجِنَّةِ تُحَاوِلُ التَّسَلُّلَ والدُّخُولَ إِلَيْهَا وَلا يَسْتَطِيعُ.وَقَالَ اللهُ لَآدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -:(وَقُلْنَا يَا آدَمَ اسْكُنْ أَنْتِ وَزَوْجِكَ الْجِنَّةِ وَكُلاً مِنْها رَغَداً حَيْثُ شُئْتُما وَلَا تَقْرُباً هٰذِهِ الشَّجَرَةِ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينِ)(أ)وَنَظَرَ آدَمَ وَحَوَاءٍ إِلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي ځَرمَّتْ عَلَيْهَا - ثُمَّ مَشْيَا يَأْكُلانِي مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ الَّذِي أَبِيحَ لَهُما،وَهُما يَعِيشانِ فِي سَعَادَةٍ وَسُرُورٍ.أَمَّا إِيلي الَّذِي طَرِدَ مِنَ الْجِنَّةِ فِكْرَهُ آدَمَ وَحَوَاءٌ کراهِيَةٍ شَدِيدَةٌ،وَعَزْمٍ أَنْ يَجْعَلَ آدَمَ وَحَوَاءٍ يَهْبِطانِ مِنَ الْجِنَّةِ كَما هَبَطَ هُوَ الْآخَرُ،فَبَدَأَ يُوَسْوَسُ لِآدَمَ وَحِوَاءٍ أَنْ يَأْكُلَا مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي حَرَمَهَا اللهُ عَلَيْها،وَأُقْسَمَ لَها أَنَّهُ ناصِحٌ أَمِينٌ،وَأَنَّ هَذِهِ شَجَرَةُ الْخَلَدِ،مِنْ أَكْلَ مِنْهَا لَا يَمُوتُ،فَلا أَقْسِمَ فَما بِاللهِ صَقاهُ،وأَكَلَ آدَمَ وَأَكَلْتُ حَواءً فَظَهَرَتْ سُوآئُها،فَأَخَذَهُما الْحَياءُ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَرَاحَ كُلٌّ مِنْهُما يُضَعُ مِنْ وَرَقِ أَشْجَارِ الْجَنَّةُ عَلَى عَوْرَتِهِ حَتَّى يُخْفِيها،وَظَهَرَ لِآدَمِ وَحَوَاءٍ أنَّها يَا اللهَ،وَأنَّ إِبْلَيْسَ هُوَ الَّذِي تُسَبَّبُ فِي ذَلِكَ،وَنَدَمَا نَدَماً شَدِيداً،وَقَالَ آدَمَ:«رَبْنا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرَحْمُنا لِنَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينِ»[الْأَعْرَافِ:۲۳]،وَجاءَ الْأَمْرُ مِنَ اللهَ أَنْ يَهْبِطَ آدَمَ وَحَوَاءٍ إِلَى الْأَرْضِ،:وَ اهْبِطُوا بِعَظْمِ لِبَعْضِ عَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُشْتَقٍ وَمَتَاعٍ إِلَى حِينِ*[الْبَقَرَةُ:أ].
هُبُوطُ آدَمَ وَحَوَاءٍ إِلَى الْأَرْضِ
هَبَطَ آدَمَ وَحَوَاءٍ إِلَى الْأَرْضِ،وَیکی آدَمَ وَبَكَتْ حَواءٍ،فَقَدِ انْتَهَتْ أَيَّامُ الْجَنَّةِ سَرِيعاً،وَكَانَتْ أَيَّاماً طَيِّبَةً لا جُوعَ فِيهَا وَلا عَطَشَ،بَيْنَمَا فِي الْأَرْضِ الْجُوعُ وَالْعَطَشِ وَالشَّقَاءِ،وَتَلَقَّى آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنْ رَبِّهِ کَلِیاتٍ فَتَابٌ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ،وَكَانَ آدَمَ قَدْ عَلَّمَهُ رَبْهُ الْأَسْمَاءَ لَهَا،فَكانَ يَعْرِفُ الزِّرَاعَةِ،وَيُعْرِفَ أَسْمَاءَ النَّبَاتَاتِ وَالْحَيَوَانَاتُ،فَبَدَأَ آدَمَ يَبْحَثُ عَنِ الْبَذْرِ حَتَّى يَغْرَسَهُ،وَيَسْقَى الْأَرْضَ بِالْماءِ،ثُمَّ يَحْصُدُ الزَّرْعَ وَيَفَهُ وَيَطْحَنُهُ ثُمَّ يُعْجَهُ وَيَضَعُهُ عَلَى النَّارِ،ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَأْكُلُ هُوَ وَحَواءٌ!!وَأَمَرَ اللهُ آدَمَ أَنَّ عُمْرَ الْأَرْضِ،وَكانَ يُولِدُ لَهُ ذَكَرٌ وَأُنْثَى فِي كُلِّ مَرَّةٍ تَحْمِلُ فِيها حَوَاءً،وَأَمَرَهُ اللهُ أَنْ يُزَوِّجَ كُلَّ ابْنِي بِأَخِيهِ الَّتِي وُلَدَتْ مَعَ أَخِيهِ مِنَ الْبَطْنِ الْأُخْرَى،وَلَمْ يَكُنْ يحل لِلْأَخْ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُخْتَهُ الَّتِي وُلِدَتْ مَعَهُ فِي بَطْنٍ وَاحِدَةٍ.وَبَدَأَ آدَمُ يَسْتَقْبِلُ أَوْلَاداً كَثِيرِينَ،فَفِي كُلِّ لِ تَلَّهِ حواءٌ وَلَداً وَبِنْتاً.
قَابِيلَ وَهابِيلَ
وَجاءَ مِنَ الْحِمْلِ الْأَوَّلِ ولد سماه آدَمَ(قَابَیلَ)وَبنت سماها آدَمَ(کَلِيهَا).وَجَاءَ مِنَ الْحِمْلِ الثَّانِي وَلِدَ  سماه آدَمَ(هابِيلٍ)وَبِنْتُ سماهَا آدَمَ(لَبُوداً).وَكَبَرِ الْوِلَدَانِ الْأَوْلَانِ قَابِيلَ وَهابِيلَ،وَكَانَا يُسَاعِدانِ أَباهُما آدَمَ فِي أَعْباءِ الْحَيَاةِ.فَکانِ قَابِيلٌ يَعْمَلُ فِي الزِّرَاعَةِ،وَكَانَ هَابِي يَعْمَلُ فِي فِي الْماشِيَةِ،وَكَبَرِ الأَبْنَاءِ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ وُلِدُوا أَوَّلاً،وَحانَ الْوَقْ لِيَتَزَوَّجَ مَمْلَ أَخْ بِأُخْتِهِ الَّتِي وُلَدَتْ مَعَ تَوَأُّمِها،وَكَانَ هَذَا فِي شَرِيعَةِ آدَمَ مُباحاً،ولا حَرَجَ فِي شَرِيعَتِهِمْ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلَ بِأُخْتِهِ حَتَّى تَعِمُّ الْأَرْځ،وَكَانَ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أوَّلُ نَبْیٍ عَلْمَ أَوْلادِهِ وَأَحْفَادِهِ التَّشْرِيعُ وَالْعِبَادَةِ.قَالَ آدَمَ:قابِيلٌ يَتَزَوَّجَ بلْيُوداً،وَهابيلَ يَتَزَوَّجَ مِنْ کلِيها،وَكَانَتْ کلِيها جَمِيلةً وَحَسْنَاءٍ،وَكَانَتْ لُبُوداً غَيْرُ جَمِيلَةٍ..فَغَضِبَ قابِيلٍ وَصاحَ وقالَ:كُلِّيَا أُخْتِي هِيَ لِي،وَلَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرِي،فَقالَ لَهُ آدَمٌ:إِنَّها لَا تَحُلُّ لَكَ يَا بُنَيَّ،لَكِنَّ إِبْلَيْسَ كانَ يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَ قَابِيلٍ يَعْصِي اللهُ کا حَدَثَ مَعَ أَبِيهِ آدَمَ،وَحَزْنَ آدَمَ حُزْناً شَدِيداً؛لِأَنَّ الشَّيْطان تَسَلَّلَ الْأَوْلَادِهُ وَذَرِيَّتَهُ،فَهَدَى اللهُ آدَمَ إلى حَلٍّ لِهَذِهِ الْمُشْكِلَةِ،فَجَمَعَ قَابِيلَ وَهابِيلِ وَقالَ لَهُمَا:"واحِدٍ مِنْكُما يَقْتَرِبُ شَيْئاً الله،فَالَّذِي يَتَقَبَّلُ اللهُ قُرْبائِهِ يَتَزَوَّجَ(كِلِيَّاً).
قَتَلَ قَابِيلَ أَخاهُ هَابِيلٍ وَكانَتْ أَوَّلُ جَرِيمَةٍ عَلَى الْأَرْضِ  
جَاءَ قَابِيلُ بَعْضِ الزَّرْعِ الْبَسِيطُ السَّيِّئُ لِيُقَدِّمَهُ قُرْبَاناً للهِ،وَكانَ قَابِيلٌ يَعْمَلُ بِالزِّرَاعَةِ،وَجاءَ هَابِيلٌ بِكَبْشٍ مِنَ الْغَنَمِ سَمِينَ وَكَثِيرُ اللَّحْمِ لِيُقَدِّمَهُ قُرْبَاناً للهِ،وَكانَ قَابِيلٌ يَعْمَلُ فِي رَعِي الْأَغْنَامِ والْماشِيَةِ،وَكَانَتْ عَلَامَهُ قَبُولِ اللَّهِ لِلْقُرْبانِي أَنْ تَأْتِيَ نَاژ مِنَ السَّماءِ فَتَأْكُلَ هَذَا الْقُرْبَانِ.وَوَقَفَ قَابِيلٍ وَهَابِيلٍ يَنْظُرَانِي أَيَّا يَفُوژُ بِالزَّواجِ مِنْ(كِلِيَّاً)،وَنَزَلَتِ النَّارُ مِنَ السَّماءِ ولمْ تُخْطِئْ،فَقَدْ أَكَلَتْ قُرْبَانَ هَابِيلَ،أَمَّا قَابِيلُ فَإِنَّ قُرْبَائِه قَدْ بَقَى كَما هُوَ.وَزادَ الْغَيْرُهُ فِي نَفْسِي قَابِيلٍ وَاشْتَعَلَتْ نَاژِها،وَعَادَ الْيَنْظُرُ إِلَى كُلِّيَّا فَزَادَتِ الْأَحْقادُ فِي قَلْبِهِ.وَجاءَ الشَّيْطانُ لَيَلْعَبَ بِرَأْسِ قَابِيلٍ،وَبَدَأَ يُوشُوشُ لَهُ وَيَدُلُّهُ عَلَى الشَّرِّ وَيَحْرِهُ عَلَى قَتْلِ أَخِيهِ.وَخَرَجَ هَابِيلُ إِلَى عَمَلِهِ،وَخَرَجَ قَابِيلَ وَراءَهُ،فَحَمَلَ صَخْرَةٍ كَبِيرَةً وَاقْتَرَبَ مِنْ هَابِيلِ فَضْرِبَهُ بِها عَلَى رَأْسِهِ فَقَتَلَهُ،وَسالَتِ الدِّمَاءُ عَلَى الْأَرْضِ،وانْفَجَرَ الشَّيْطانُ ضَاحِگاً،لَقَدْ نَجَحَ فِي تَحْرِيضِ قَابِيلٍ عَلَى قَتْلِ أَخِيهِ هَابِيلٍ.وَحَزْنَ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَیَکی بُكاءً شَدِيداً هُوَ وَحْوَاءٌ عَلَى مَقْتَلَ هَابِيلٍٍ
غراب يقتل غرابا ثم بدفنه في التراب
بَعْدَ أَنْ قَتِلَ قَابِيلَ أَخاهُ هَابِيلَ وَقَفَ سَاعَاتٍ أَمَامَ جُثَّتِهِ ماذَا سَيَفْعَلُ فِي هَذِهِ الْجُثَّةِ؟ ثُمَّ حَمَلَهَا عَلَى ظَهْرِهِ لا يَعْلَمُ ما يَفْعَلُ بِهَا،وَبَيْنَما هُوَ عَلَى هَذا الْحالِ بَعَثَ اللهُ غُرابَيْنَ يَقْتَتِلانِ،فَنَظَرَ قَابِيلَ إِلَيْها،حَتَّى قَتِلَ أَحَدُ الْغِرْبانِ الْغُرابُ الْآخَرِ،فَسَقَطَ قَتِيلاً،فَقامَ الْغُرابُ الْقَاتِلُ بِحُفْرَ حُفْرَةٍ فِي الْأَرْضِ،وَجَرَّ الْغُرابُ الْقَتِيلِ إِلَيْها،ثُمَّ وَضَعَهُ فِيها،وَغَطاهُ بِالتُّرَابِ،فَلَمَّا رَأَى قَابِيلَ ذَلِكَ قالَ:يَا وَيْلَتِي أَعْجَزَتْ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذا الْغُرَابَ فَاصْنَعْ مِثْلَ مَا صَنَعَ،فَأَسْتَرْ جُثَّةَ أَخِي؟ثُمَّ قَامَ إِلَى الْأَرْضِ فَحَفَرَ فِيها ځفْرَةً،ثُمَّ وَضَعَ فِيها هابیلٌ وَغَطَّاهُ بِالتُّرَابِ،وَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينِ،وَعَاشَ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بَعْدَ مَقْتَلَ هَابِيلَ زَمَناً طَوِيلاً،وَوَلَدَ لَهُ أَبْناءٌ كَثِيرُونَ،وعَلْمَهُمْ شَرِيعَتُهُ،وَحَذَّرَهُمْ مِنَ الشَّرَكِ بِاللهِ،وَحَذَّرَهُمْ مِنَ الشَّيْطانِيِّ وَمِکارِهِ،وَمُؤَامَرَاتِهِ.
وفاة آدم -عليه السلام  
وَكَانَ آدَمَ عُمْرُهُ أَلْفُ سَنَةٍ أَعْطَى مِنْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لِابْنِهِ دَاوَدَ،وَيَرَى هَذا الْأَمْرِ،فَجَاءَتْ الْمَلائِكَةَ لِيَقْبِضَ رُوحَ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقَالَ لَهُمْ:بَقَى مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً،قالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةَ:لَقَدْ أَعْطَيْتُها ابْنَكَ دَاوُدٌ،ثُمَّ قَبَضَتِ الْمَلَائِكَةَ ژَوْحَ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَتَوْلُثُ تَغْسِيلِهِ وَتَكْفِينُهُ،وَصَلَتْ عَلَيْهِ،وَحَفَرُوا لَهُ قَبْرُهُ وَ أَلْحَدُو لَهُ وَوَضَعُوهُ فِيهِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ التُّرابِ،وَقَالُوا:هَذِهِ سَنَةٌ وَ أَبِيكُمْ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -.
فوائد القصة
(1)آدَمَ أَبُو الْبَشَرِ وَأَوَّلُ نَبِي.
(۲)الشَّيْطَانُ عَدُوٌّ لَبَنِي آدَمَ.  
(3)الْمَعَاصِي سَبَبَ غَضَبِ اللهِ تَعالَى.  
4)الْإِنْسَانُ مَى إِنْساناً لِأَنَّهُ يُنْسَى.  
(5)طاعَةِ الْوَالِدَيْنِ سَبَبَ فِي رِضَا اللهِ.  
(6)كُلُّ الْأَنْبِياءِ جاءُوا بِالْإِسْلَامِ.  
(۷)الْإِنْسَانُ خَلُقَ لِعِبَادَةِ اللهِ.
(۸)الشَّيْطانُ حَرِيصٌ عَلَى الْمَعَاصِي.
(۹)اللهُ يُحِبُّ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يُنْفِقُ فِي سَبِيلِ اللهِ.  
(10)أَوَّلَ مَنْ سِنِّ القَتْلِ عَلَى الْأَرْضِ قَابِيلٍ.
(11)أَوَّلَ قَتِيلٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ هَابِيلٌ




الفيديو الثاني قصة سيدنا ادم ( لاطفال بالصلصال) عليه السلام

الفيديو الثالث قصة سيدنا ادم عليه السلام




تمت بحمد الله