شعيب عليه السلام

 قصة سيدنا شعيبُ عليه السلام  قصص الانبياء

شعيب عليه السلام


شعيب عليه السلام


 قصة سيدنا شعيبُ عليه السلام


- قصة شعيب - عليه السلام -

أرسل الله - سبحانه وتعالى – شعبيا - عليه السلام - إلى قوم مدين ، وكانت مدين قبيلة من العرب تسكن أرض معان من أطراف الشام ، وكانوا يكفرون بالله ، وكان عددهم كثيرا ، وقد أعطاهم الله قوة في أبدانهم ، وبارك لهم في أرزاقهم وثمارهم ، وبدلا من أن يشكروا الله على هذه النعم ، ويحمدوا الله على ما رزقهم من الطيبات ، أطاعوا الشيطان ، وكفروا بالله ، وعبدوا شجرة كبيرة كانت تسمى (الأيكة) ، كانوا يسجدون لها من دون الله تعالى ، ومع كفرهم بالله كانوا يطففون المكيال والميزان ، ويأكلون المال الحرام ، فبعث الله فيهم شعبيا - عليه السلام - فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن عبادة هذه الشجرة ، وأمرهم بالعدل ، ونهاهم عن الظلم وعدم الإفساد في الأرض ، فقال لهم : يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، 

وأوفوا المكيال والميزان ، فكانت إجابتهم : لن نعبد إلا الشجرة ، ولن نوفي الميزان ، فحذرهم شعیب من أكل المال الحرام ، وخوفهم من عذاب النار في الآخرة ، فقالوا له في استنكار : یا شعیب أصلاك تأمرك أن نترك ما كان يعبد آباؤنا من أصنام ، أو أن تتصرف في أموالنا على حريتنا کما نشاء ، إنك أنت الحليم المتأني في حكمه ، العاقل المتروي ، وبدأوا يسخرون من شعيب - عليه السلام - ، ويستهزئون به ، كما فعلت الأقوام السابقة مع الأنبياء ، فحاول شعيب - عليه السلام - أن يذكرهم بنعم الله تعالى عليهم ، ويدعوهم إلى التوبة والاستغفار ، قائلا لهم : واستغفروا ربكم من ذنوبکم ثم توبوا إليه ، واعملوا صالحا إن ربي رحيم عظيم الرحمة ، ودو كثير المودة ، فإنكم إن فعلتم ذلك يمتعكم متاعا حسنا في الدنيا والآخرة .

اشتداد الحالة ووقوع العذاب


فلم يجد منهم إلا الإعراض ، فجعل يخوفهم من عذاب الله في الدنيا والآخرة . ، فقال لهم : ألا تخشون أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح ، أو قوم هود ، أو قوم صالح من الهلاك والدمار ، وما قوم لوط ببعیدین منكم ، وقد علمتم ما نزل بهم بسبب معاصيهم.
ولم يترك نبي الله شعيب طريقة ينصح بها قومه إلا فعلها ، فلما أصروا على الكفر والظلم والتكذيب ، قال لهم : یا قومي اعملوا ما استطعتم على منتهی تمکنكم في قوتكم إني عامل على مكانتي وحالتي ، وغدا سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويذله في الدنيا والآخرة ، ومن هو كاذب في قوله - فقد قالوا لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا ، وقال لهم بأسلوب فيه تهديد ووعيد : وانتظروا العذاب الأليم الذي سيقع عليكم ، إني معكم من المنتظرين ، وهو تهديد ووعيد من وثق بربه وبوعده ، وانتظر الكفار العذاب الذي سينزل بهم ، وأن الله بالعذاب بعد أن كفروا
بالله ، فأصابهم حر شديد ، فرأوا سحابة في السماء فظنوا أن فيها الظل والمطر ، فاجتمعوا تحتها ، فإذا هي سحابة فيها شرر من نار ، ولهب عظيم ، ثم جاءتهم صيحة من السماء ، و ورجفة وزلزلة  من الأرض ، فماتوا جميعا، فأصبحوا في دارهم جاثمين وجوههم منكبة على الأرض كأن لم يقيموا فيها ، ثم قال الله تعالى -- ( أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) -----(هود :95 - أي هلاگا لهم كما هلكت ثمود ، ولما رأى شعیب - عليه السلام - ما حل بالذين كفروا من قومه من الموت والهلاك ، قال لهم : یا قومي قد أبلغتكم رسالات  ربي وما فيه صلاحكم في المعاش والمعاد ،ومن بشر وأنذر فقد أعذر ، فكيف يحزن على قوم عضوه ولم يؤمنوا وكانوا كافرين ؟
وبهذا نجى الله شعيبا والذين آمنوا معه ، وأهلك الذين كفروا بالعذاب بسبب كفرهم بالله وعبادتهم الشجرة ، وأكلهم أموال الناس بالباطل .

فوائد القصة

(1) أن الله أرسل الأنبياء للناس لدعوتهم لعبادة الله وحده .
(2) العبادة لا تكون إلا لله وحده .
(3) الإفساد في الأرض وغش الناس من أسباب الهلاك .
(4) الابتعاد عن أكل الحرام .
(5) الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .
(6) العدل بين الناس من صفات المؤمنين ، وهو أساس الملك .

(۷) من عدل الله أن ينجي المؤمنين وينتقم من الكافرين .

الي هنا تكون انتهت قصة شعيب عليه السلام


استمتع بقصص الانبياء عليهم السلام كاملة :